منتدى اهل السنه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الله(الودود)

اذهب الى الأسفل

الله(الودود) Empty الله(الودود)

مُساهمة من طرف Spread-Islam السبت أكتوبر 10, 2015 8:30 am

الله (الودود) سبحانه وتعالى



قال تعالى: {إن ربي رحيم ودود} [هود].

- المعنى اللغوي: الودود من صيغ المبالغة، أي: كثير الوُدِّ، والوُدُّ: المحبَّة، تقول: ودَدْتُه إذا أحببته، وهو أصفى الحبِّ، وألطفه. ويأتي على معنيين: الأول: فعول بمعنى فاعل: أي الذي يحب أنبياءه ورسله، وأولياءه، وعباده الصالحين، ومن آثار ذلك: أنه يرضى عنهم بأعمالهم، ويحسن إليهم ويمدحهم بها.

الثاني: فعول بمعنى مفعول، أي: مودود، يعني: المحبوب الذي يحبُّه أنبياؤه، ورسله، وعباده المؤمنون، المحبَّة العظمى، فلا شيء أحبَّ إليهم منه سبحانه، فهي نسيمهم، وروح أبدانهم (فلا تعادل محبَّة الله تعالى في قلوب أصفيائه محبَّة أخرى، لا في أصلها، ولا في كيفيَّتها، ولا في متعلَّقاتها)، فهو سبحانه يودُّ أولياءه، ويودُّونه.

- المعنى الشرعي: الله سبحانه هو الودود: المتودد إلى أوليائه بمعرفته ونعوته الجميلة، والمتودد إلى المذنبين بعفوه ورحمته، والمتودِّد إلى جميع خلقه برزقه، وآلائه الواسعة، وألطافه ونعمه الخفيَّة والجليَّة، وهو المحبوب المستحقُّ أن يحبَّ لذاته، وصفاته، وأفعاله.

- من لطائف الاقتران: "وما ألطف اقتران اسم (الودود) بـ(الرحيم) و(الغفور)، قال تعالى: {إن ربي رحيم ودود} [هود]، وقال سبحانه: {وهو الغفور الودود} [البروج]، فإن الرجل قد يغفر لمن أساء إليه ولا يُحِبُّه، وكذلك قد يرحم من لا يحبُّه، والربُّ تعالى يغفر لعبده، إذا تاب إليه، ويرحمه، ويحبُّه مع ذلك، فإنه سبحانه يحبُّ التوَّابين، قال تعالى: {إن الله يحب التوابين} [البقرة: 222]، وإذا تاب الله على عبده أحبَّه، ولو كان منه ما كان، فارتباط هذا الاسم الكريم بالمغفرة، يدلُّ دلالةً جليَّةً، على محبَّة الله للاستغفار من الذنوب، ومحبته للأوبة والرجوع، وأن ذلك من أعظم مقتضيات، وموجبات المودَّة، التي تقتضي المغفرة والرحمة في الدنيا والآخرة.

- جلال الودود: من جلال هذا الاسم المبارك أنه يدل على صفة المحبَّة لله تبارك وتعالى، التي نطق بها الكتاب والسنَّة، وهي صفة فعليَّة عليَّة، تتعلق بمشيئته وقدرته، تقتضي الإحسان، والثواب، والإنعام، والإكرام.

ومن جلاله: أن محبَّة العبد لربِّه جل وعلا فضل من الله وإحسان، ليست بحول العبد وقوَّته، فهو تعالى الذي أحبَّ عبده فجعل المحبَّة في قلبه، ثم لما أحبَّه العبد بتوفيقه، جازاه الله تعالى بحبٍّ آخر، وهذا هو الإحسان المحض على الحقيقة، إذ منه السبب، ومنه المسبب.

وهو تعالى يحبُّهم لكمال إحسانه، وسعة برِّه، بل حب العباد له تعالى، محفوف بمحبَّتين من ربِّهم، حبٌّ وضعه في قلوبهم، فانقادوا له طوعًا، واطمأنَّتْ قلوبهم، ثم أحبَّهم جزاءَ حبِّهم، وكمل لهم محبَّته، والفضل كله منه، والمنَّة لله أولاً، وآخرًا.

ومن جلال الودود: أنه يرزق أولياءه محبَّة الناس، فيحببهم إلى خلقه، فيجعل لعباده الصالحين وُدًّا، أي حبًّا عظيمًا، وودادًا في قلوب العباد، وأهل السماء، وأهل الأرض، من غير تودد منهم، ولا تعرُّضٍ للأسباب التي تكسب بها الناس، مودَّات القلوب من قرابة، أو صداقة، أو اصطناع غيره، أو غير ذلك، دالًّا على ما لهم عندهم من الوُدِّ، قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} [مريم].

ومن جلاله: أنه تعالى جعل المودَّة والرحمة آية على وحدانيَّته في الألوهية، وكمال رحمته في أسمى العلاقة بين الزوجين، قال الله العظيم: {وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم: 21]، وارتضاها لتكون نهاية للمتخاصمين مع الآخرين، قال تعالى: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} [الممتحنة: 7]، أي: (محبة بعد البغضة، ومودة بعد النفرة، وألفة بعد الفرقة).

- الثمرات: من ظهر له اسم (الودود) وكشف له عن معاني هذا الاسم ولفظه، وتعلّقه بظاهر العبد وباطنه: كان الحال الحاصل له من حضرة هذا الاسم مناسبًا له، فكان حالُ اشتغال حُبٍّ وشوق، ولذَّة، ومناجاة، لا أحلى منها، ولا أطيب، بحسب استغراقه في شهوده معنى هذا الاسم وحظِّه من أثره، ولهذا كان سيِّد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم يلازم سؤال ربِّه الودود، أن يرزقه محبَّته التي هي أعظم المحابِّ، فكان من دعائه: ((...اللهم وأسألك حُبَّك، وحُبَّ من يحبُّك، وحُبَّ عملٍ يقرِّبني إلى حُبِّك))، ومن دعائه أيضًا: ((اللهم ارزقني حُبَّك، وحُبَّ من ينفعني حبُّه عندك...)).

وينبغي للمؤمن أن يتودَّد إلى الله تعالى، بالاشتغال بالأسباب التي تقتضي محبَّته تعالى، من الأقوال، والأفعال، وأعظمها، طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31]، (فمن اتبع رسوله فيما جاء به، وصدق في اتِّباعه، فذلك الذي أحبَّ الله، وأحبَّه الله)، وأن لا يُوَادَّ من حادَّ الله ورسوله، ولو كانوا من أهله، قال تعالى: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم} [المجادلة: 22].

Spread-Islam
Admin

المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 21/09/2015
العمر : 24

https://spred-islam2016.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى