منتدى اهل السنه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العلي ، الاعلى ، المتعال

اذهب الى الأسفل

العلي ، الاعلى ، المتعال Empty العلي ، الاعلى ، المتعال

مُساهمة من طرف Spread-Islam السبت أكتوبر 10, 2015 8:28 am

الله (العلي، الأعلى، المتعال) عز شأنه



قال تعالى: {وهو العلي العظيم} [البقرة].

وقال عز شأنه: {سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى]

وقال جلَّ ثناؤه: {عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال} [الرعد]

- المعنى اللغوي: العلو: السمو والارتفاع، ويطلق على العظمة والتمجيد، والتجبر، ومنه قوله تعالى: {إن فرعون علا في الأرض} [القصص: 4]، والعليُّ: الرفيع، وهو مشتَقٌّ من العلوِّ، يقال: علا يعلو علوًّا: إذا ارتفع، وأعجز من رامه، وله معنيان: أحدهما: علو المكان، والثاني: علوُّ المكانة، والأعلى: على وزن أفعل التفضيل، وهو الذي ارتفع عن غيره، وفاقه في وصفه، فهو يجمع معاني العلوِّ جميعها، فدلَّ على التفضيل المطلق في العلو، والمتعالي: من العلو، أي المترفع، وهو يدل على كمال العلو، ونهايته، وصيغت الصفة بصيغة التفاعل، للدلالة على أن العلو صفة ذاتية له، لا غيره.

دلت هذه الأسماء الجليلة على اشتقاقٍ واحد، ومعنًى متقارب، فتدل على كمال العلوِّ، (وأعظم المباينة، وأجلها، وأكملها)، المطلق لله من جميع الوجوه، فلا أحد يُحصي أفراد كمال علوه إلا هو تعالى.

- المعنى الشرعي: الله تبارك وتعالى هو العلي الأعلى المتعال: الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات:

(1) الذي له علوُّ الذات (المكان): أي أنه تبارك وتعالى عليٌّ بذاته أعلى من كلِّ شيء، مستوٍ على عرشه، فوق جميع خلقه، قال تعالى: {الرحمن على العرش استوى} [طه].

(2) وعلو القدر (المكانة): أي علو الصفات، وعظمتها، فكل صفة من صفاته تعالى له من الكمال أعلاها، وغايتها من كل الوجوه، فلا يقاربها صفة أحد، ولا يقدر أحد من الخلائق من أوَّلهم إلى آخرهم، من إنسهم وجنِّهم، أن يحيطوا بمعاني صفة من صفاته الكمال العلا، قال تعالى: {ولله المثل الأعلي} [النحل: 60].

(3) وعلو القهر والغلبة: فهو سبحانه الغالب الذي لا يُغلب، والقاهر الذي لا يُقهر، فكل المخلوقات تحت قهره، وسلطانه، خاضعون لعلوِّه سبحانه، قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام: 18].

(4) المتعالي عن الشبيه، والنظير، والمثيل، جلت صفاته أن تقاس بصفات خلقه شبهًا، وتعالت ذاته أن تشبه شيئًا من الذوات.

(5) وهو الذي علا عن كل عيب، ونقص، وسوء، وشر، لكماله سبحانه على الإطلاق.

(6) وهو العلي عن كل كمال يساويه، أو يقرب منه، أو يدانيه، لأنه ليس فوقه ما يجب له من المعاني الجلال والكمال أحد.

(7) المتعالي عن كل الشريك في عبادته، فلا يستحِقُّ العبادة إلا هو، قال تعالى: {فتعالى الله عما يشركون} [المؤمنون].

(Cool وهو المتعالي عن الشريك في ربوبيته، فليس له ظهير، ولا معين، ولا ولي من الذل، ولا نصير من خلقه أحدًا.

(9) وهو الذي تعالى عن الصاحبة، والولد، قال تعالى: {وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا} [الجن].

(10) وهو الذي جلَّ عن إفك المفترين، والمبطلين، وإلحاد الملحدين في حقه سبحانه وتعالى، علوًّا كبيرًا، قال تعالى: {سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً} [الإسراء].

(11) وهو الذي تعالى أن يحاط به وصف الواصفين، وجلَّ عن كل ثناء، فهو أعظم، وأجلُّ، وأعلى مما يُثنى عليه.

(12) وهو تعالى أعلى من أن يدركه الخلق بالأبصار الفانية بلا حجاب، فليس لكمال علوِّه تعالى حدٌّ، ولا عدٌّ، ولا نِدٌّ.

- من لطائف الاقتران: قال تعالى: {إنه علي حكيم} [الشورى]، ذلك أن العلي من الخلق قد يتفق علوه، ولا تصحبه في علوِّه حكمة، فكم من عليٍّ وهو سفيه، ظالم، جهول، مستعلٍ بالقهرِ، والبطش بغير الحق، أما الربُّ فعلوُّه سبحانه المطلق من كل الوجوه، مقرون بحكمٍ عليَّةٍ، شاملة في جميع أفراد علوِّه، ولهذا قال سبحانه وتعالى: {إنه علي حكيم} أي: بليغ في هاتين الصفتين، فعلوُّه تعالى في ذاته عن حكمة، وعلوُّه في قهره لعباده عن حكمة، وعدم إدراك الخلق له بالأبصار لحكمة... إلا ما لا نهاية.

- جلال العلي الأعلى المتعال: أنها تدل على صفة العلو الذاتية لله تعالى، التي لا تنفكُّ عنه أزلاً وأبدًا، وهي من لوازم ذاته العليَّة، فهو عالٍ على خلقه على الدوام، فمن جلال علوِّه تعالى على كلِّ شيء، أنه لا يخفى عليه شيء، من عرشه إلى قرار أرضه، يسمع ويرى، السِّرَّ والنجوى، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، وهو بالعلوِّ الأعلى.

فهو سبحانه (فوق جميع خلقه، مباين لهم، وهو مع هذا مطَّلع على أحوالهم، مشاهد لهم، مدبِّر لأمورهم الظاهرة والباطنة، متكلِّم بأحكامه القدرية، وتدبيراته الكوينة، وبأحكامه الشرعية).

- الثمرات: من شهد مشهد علوِّ الله تعالى على خلقه، وفوقيَّته لعباده من كل الوجوه، وتعبَّد بمقتضى هذه الصفة العلية، يصير لقلبه صمدًا يعرج القلب إليه ناجيًا له مطرقًا، واقفًا بين يديه، في السؤال، والرغبة، والرهبة، والذل، والمحبة، ويتجلى هذا المشهد للعبد عند سجوده، وتسبيحه تعالى بعلوه المطلق الذي هو في غاية الذل للعبد، وغاية العزة والمجد للربّ، فلا يزال العبد يعلو بعز العبودية، التي لا أعزّ منها في كل الوجود، إلى أن يصل إلى دار الخلود.

Spread-Islam
Admin

المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 21/09/2015
العمر : 24

https://spred-islam2016.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى