منتدى اهل السنه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الله (الجميل)

اذهب الى الأسفل

الله (الجميل) Empty الله (الجميل)

مُساهمة من طرف Spread-Islam السبت أكتوبر 10, 2015 8:33 am

الله (الجميل) جل وعلا



ثبت هذا الاسم الشريف عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله: ((إن الله جميل يحب الجمال)).

- المعنى اللغوي: الجمال هو: الحُسن الكثير، والبهاء، وهو ضدُّ القبح، ويكون في الفعل، والخلق.

- المعنى الشرعي: الله ربنا جل وعلا هو الجميل الذي لا أجمل منه سبحانه: بل الجمال كلُّه له، والجمال كلُّه منه، فلا يستحِقُّ أن يُحبَّ لذاته من كلِّ وجهٍ سواه، فإنه جميلٌ يُحِبُّ الجمال، ويكفي في كمال جماله، أنَّ كلَّ جمال ظاهر وباطن في الدنيا والآخرة، فمن آثار صنعته وجماله، فما الظَّنُّ بمن صدر عنه هذا الجمال؟ فالأمر أجلّ وأعز مما يخطر بالبال، أو يعبر عنه المقال.

وجماله سبحانه وتعالى على أربع مراتب: جمال الذات، وجمال الأسماء، وجمال الصفات، وجمال الأفعال.

أما جمال الذات: وما هو عليه، فأمرٌ لا يدركه سواه، ولا يعلمه غيره، وليس في المخلوقين منه، إلا تعريفات تعرف بها إلى من أكرمه من عباده، فإن ذلك الجمال مصونٌ عن الأغيار، محجوب بستر الرداء والإزار، فلا يمكن لمخلوق أن يعبر عن بعض جمال ذاته تبارك وتعالى، حتى أن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم، الذي لا يوصف، فيما لا عين رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إذا رأوا ربَّهم سبحانه وتمتَّعوا بجماله، نسوا ما هم فيه من النعيم، وتلاشى ما هم فيه من الأفراح، وودوا لو تدوم هذه الحال، التي هي أعلى نعمة ولذة، واكتسبوا من جماله، ونوره، جمالًا إلى ما هم فيه من الجمال.

وجمال الأسماء: فإنها كلها حسنى، بل أحسن الأسماء على الإطلاق، وأجلها، فهي في غاية الحسن والجمال، الذي ليس فوقها، أو بعدها كمال، قال سبحانه: {هل تعلم له سمياً} [مريم: 65]، وقال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} [الأعراف: 180].

وجمال الصفات: فهي أعلى الصفات، وأكملها، وأعظمها، وأوسعها، وأكثرها تعلُّقًا بالله، الذي لم يبق صفة كمال إلا اتصف بها، ووصف بغايتها، بحيث لا تحيط الخلائق ببعض تلك الصفات بقلوبهم، ولا تعبر عنها ألسنتهم، خصوصًا أوصاف الرحمة، والبر، والإحسان، والجود، والكرم، فإنها من آثار جماله.

وله جمال الأفعال: فكلُّها في غاية الحسن والجمال، لأنها دائرة بين أفعال البر والإحسان، التي يحمد عليها، ويثنى عليه بها، ويُشكر عليها، وبين أفعال العدل التي يحمد عليها، لموافقتها للحكمة والحمد، فليس في أفعاله عبث ولا سفه، ولا سدى ولا ظلم، بل كلها خير، وهدى، ونور، ورحمة، وعدل، قال تعالى: {إن ربي على صراط مستقيم} [هود]، وقال عز شأنه: {الذي أحسن كل شيء خلقه} [السجدة: 7].

فكل جمال في الدنيا وما حوته الأكوان من أصناف الجمال، وكل جمال في دار النعيم، فإنه أثر جماله، وكيف يقدر أحد أن يعبر عن جماله، وقد قال أعرف الخلق به صلى الله عليه وسلم: ((لا أحصِي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك)).

- جلال الجميل: قال صلى الله عليه وسلم واصفًا جلال وجمال ربه تبارك وتعالى: ((حجابه النور، لو كشفه لأحرقتْ سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه))، فإذا كانت سُبُحات وجهه الأعلى، لا يقوم لها شيءٌ من خلقه، ولو كشف حجاب النور من تلك السُّبُحات، لاحترق العالم العلويُّ والسُّفلي، فما الظنُّ بجلال ذلك الوجه الكريم، وعظمته، وكبريائه، وكماله، قال ابن عباس رضي الله عنه: (حجب الذات بالصفات، وحجب الصفات بالأفعال)، فما ظنك بجمالٍ حُجِبَ بأوصاف الكمال، وسُتِرَ بنعوت العظمة والجلال.

- الثمرات: إنَّ من أعزِّ أنواع المعرفة، معرفة الربِّ سبحانه وتعالى بالجمال، وهي معرفةُ خواصِّ الخلق، وكلُّهم عرفه بصفةٍ من صفاته، وأتمهم معرفة من عرفه بكماله، وجلاله، وجماله سبحانه، ليس كمثله شيء في سائر صفاته، وذلك أنه تعالى إذا تجلَّى في صفات الجمال والكمال، وهو كمال الأسماء، وجمال الصفات، وجمال الأفعال، الدالِّ على كمال الذَّات، فيستنفد حبّه من قلب العبد، قوة الحب كلها، بحسب ما عرفه من صفات جماله، ونعوت كماله، فيصبح فؤاد عبده فارغًا إلا من محبَّته، فتبقى المحبَّة طبعًا، لا تكلُّفًا، فينبغي للعبد أن يتعبَّد بهذا الاسم الجليل، فيجمّل ظاهره، وباطنه، بالجمال الذي يحبُّه تعالى من الأقوال، والأفعال.

فيجمّل ظاهره وجوارحه بالطاعة، ومن ذلك الصدق في الأقوال، وطيب الكلام مع الأنام، وبدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له، من الأنجاس، والأدران، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله جميل يحب الجمال، ويحب تعالى أن يرى أثر نعمته على عبده))، ولقوله صلى الله عليه وسلم لأبي الأحوص حين رآه رثَّ الثياب: ((ألك مال؟)) قال: نعم، فقال صلى الله عليه وسلم: ((فإذا آتاك الله مالاً، فليُرَ أثر نعمة الله عليك وكرامته))، وأن يجمِّل باطنه: بالإخلاص، وحسن الاعتقاد، والإيمان، وحسن الظَّنِّ، وسلامة القلب من الحقد، والغِلِّ، وكل ذنب وكفران.

Spread-Islam
Admin

المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 21/09/2015
العمر : 24

https://spred-islam2016.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى